منتديات شامات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات عربية بعيون شامية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قيـــــس وليلى ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Asmaa
نائبة المشرف العام
نائبة المشرف العام
Asmaa


عدد الرسائل : 560
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 10/05/2008

قيـــــس وليلى .. Empty
مُساهمةموضوع: قيـــــس وليلى ..   قيـــــس وليلى .. I_icon_minitimeالأربعاء مايو 14, 2008 6:42 am

لفترة طويلة أفكر بعمق في قيس بن الملوح وأنا أسآئل نفسي في حيرة


لماذا لم يتزوج قيس بليلى العامرية ؟


لماذا فرق بينهم على هذا النحو برغم حبه الشديد لها وحبها الشديد له ؟


ولم أجد اجابة في كل الكتب سوى أن أمها - أقصد أبوها - قد عرف باشعاره فيها فحرم عليه رؤيتها أو حتى مجرد اقترابه من بيتها


وكل ذلك خوفاً من أن يلحقه العار من جراء شعر قيس في ابنته ليلى


والحقيقة أن فعلة قيس لم تكن بدعة ولم يكن قيس بدعاً في البشر ولم يكن أول من يقول شعراً في حبيبته فلماذا اذن كان أبيها بهذا الغباء والتعنت حتى يرفض زواجهما بالرغم من حبه الشديد جداً لقيس والذي جعله أكثر من بكى على قيس بعد وفاته وتمنيه لو أنه وافق على هذا الزواج قبل أن يرى بن اخيه ميتاً


لقد كان عنتره العبسي الجاهلي يقول في عبلة أكثر من ذلك

كان عنترة يتغنى بحب عبلة وهو في أكثر المعارك ضراوة وشراسة


ولم يكن أبو عبلة يحب عنترة أبداً



ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ
ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي
وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ
كما ينْمو مشيبي في شَبابي
عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ


ومع ذلك تزوج عنترة من عبلة ولم يعترض أحد


وليس عنترة فقط


لقد كان هناك قيس بن ذريح وجميل بثينة وكثير عزة وغيرهم كثير


لماذا اذن توقفت عند قيس ؟


ولماذا رفضه أبوها على هذا النحو المهين ؟

لماذا عمي بصره وبصيرته الى هذا الحد وكتب على ابنته وابن أخيه الشقاء الى الابد ؟


سؤال ظل يشغل رأسي ويؤرق علي مضجعي طوال أيام كثيرة لا أعرف عددها


قرأت كل كتب التاريخ التي تتحدث في هذا الأمر


واسترجعت كل كلمة وكل حرف وكل مكالمة تليفونية وكل فكرة وكل حلم وكل موقف وكل ضحكة وكل بسمة وكل تنهيده


قرأت كل أبيات الشعر التي كتبها قيس


ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ


وقرأت كل أبيات الشعر التي كتبتها ليلى


كلانا مظهر للناس بغضا


وكل عند صاحبه مكين


تخبرنا العيون بما اردنا


وفي القلبين هوى دفين



وكانت تقول

وتظهر جفوة من غير حقد


وحبك في فؤادي ما يبين


فطب نفسا بذلك وقر عينا


فإن هواك في قلبي مصون






وتوصلت الى حقيقة هامة مفادها




أن الله قد فرق بين قيس وليلى من أجل أن يعيش كل منهما حياته فيما هو مكلف لأجله


لأن كلا منهما كان يشغل الآخر عن عباده لله الواحد الأحد


لأن كل منهما كان يحب الآخر أكثر من نفسه ومن أي شيء


و لا ينبغي لأحد أن يحب كل هذا الحب


لا ينبغي أبداً لأحد أن يتخذ ممن يحب مرجعية أساسية لكل أفعاله وردود أفعاله


وتجلى هذا واضحاً جداً في حجته الأخيره عندما أخذه أبوه ووضعه أمام الكعبة

عله يدعو الله بأن يشفيه من حبه لليلى
عندئذ تعلق قيس بأستار الكعبة وقال
اللهم زدني لليلى حباً .. وبها كلفاً .. ولا تنسني ذكرها أبداً
ونظم قصيدة كان آخر بيت فيها
يارب لا تحرمني حبها أبداً
ويرحم الله عبداً قال آمينا

فأمن كل الحجاج على دعائه فظل على حبها حتى مات




الحقيقة أن قيس كان يصلي ولكنه كان يخشع أكثر حتى يستجيب الله دعائه بأن يجمعه بليلى


فخشوعه كان لله من أجل ليلى وينبغي أن يكون خشوعه لله من أجل الله

قيس كان لا يفعل المعاصي ليس فقط لأجل خشيته من الله


ولكن أيضاً حتى يكون جديراً بحب ليليى


فتجنبه للمعاصي كان خوفاً من غضب الله لأن في غضب الله حرمانه ممن يحب


قيس كان يدعو ويستغفر ليس فقط من أجل ايمانه بآية تقول وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون


وأنما أيضاً لأنه كان يؤمن بأن الاستغفار يعجل من اجابة الدعاء

فكان يستغفر الله حتى يستجيب دعاءه ويجمعه مع ليلى


لقد حرم قيس من ليلى لأنه كان يضعها في منزلة أسمى من البشر


لقد حرم قيس من ليلى لانه لم يكن يرى الا ليلى وما حكمت


ولم يكن يعرف سوى عينيها وما سكنت


ولم يكن يفهم سوى أنها الدنيا وما جمعت


والارض وما وسعت


والسماء وما رحبت


ليلى لم تكن وسيلة كما ينبغي أن تكون


كانت ليلى بمثابة الغاية الأسمى لقيس وما كان ينبغي لها أن تكون


لقد حرم قيس من ليلى لأنه منحها أكثر من نصيبها المفروض من الحب


لقد حرم قيس من ليلى لأنه استعجل شيء قبل أوانه فعوقب بحرمانه الى الابد


وناديت يارحمن أول سؤلتي

لنفسي ليلي ثم أنت حسيبها


فان أعط ليلي في حياتي لم يتب


الي الله عبد توبة لا أتوبها




ولأن الله تعالى لم يكن ليكلم أحداً من البشر الا وحيا


فقد كانت رسالته الى قيس هي حرمانه من ليلى الى الابد


يا قيس خلقت ليلى من أجلك و خلقتك من أجلي


فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له


لكن المثير للشفقة قبل الحزن


أن قيس لم يعرف تلك الحقائق الا بعد أن مات بألف وثلثمائة وثمانون عاماً


ولو أنه قد فهم الرسالة الربانية في وقتها


لأختلف الامر كثيراً


كثيراً جداً

م ن ق و ل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قيـــــس وليلى ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شامات :: المنتديات الأدبية :: منتدى قصائد وأشعار-
انتقل الى: